top of page

الصميل بن حاتم

  • Writer: صديقي
    صديقي
  • Aug 6, 2019
  • 3 min read


هو: الصميل بن حاتم بن عمر بن جذع بن شمر بن ذي الجوشن الضبابي الكلبي وهو من أشراف عرب الكوفة.

قال ابن حيان : كان الصميل بن حاتم هذا جده شمر قاتل الحسين رضي الله عنه، من أهل الكوفة، فلما قتله، تمكن منه المختار فقتله، وهدم داره، فارتحل ولده من الكوفة، فرأس بالأندلس، وفاق أقرانه بالنجدة والسخاء.

كان الصَّمِيل بن حاتم :شجاعاً، نجداً، جواد، كريماً، إلا إنه كان رجلاً أمياً لا يقرأ ولا يكتب، وكان له في قلب الدول، وتدبير الحروب، أخبار مشهورة.

يذكر في جود الصَّمِيل بن حاتم :

قال، كان أبو الأجرب الشاعر، وقفاً على أمداح الصميل، وهو القايل:

بني لك حاتم بيتاً رفيعا  رأيناه على عمد طوال

وقد كان ابتنى شمر وعمرو  بيوتاً غير ضاحية الظلال

فأنت ابن الأكارم من معد     تعتلج الأباطح والرمال

وقارضه بإجزاله لعطايه، وانتمائه في ثوابه، بأن أغلظ القسم على نفسه، بأن لا يراه، إلا أعطاه ما حضره، فكان أبو الأجرب قد اعتمد اجتنابه في اللقاء، حياء منه، وإبقاء على ماله، فكان لا يزوره إلا في العيدين، قاضياً لحقه. وقد لقيه يوماً مواجهة ببعض الطريق، والصميل راكب، ومعه ابناه فلم يحضره ما يعطيه، فأرجل أحد أبنية، وأعطاه دابته، فضرب في صنعه، وفيه يقول من قصيدة:

دون الصميل شريعة مورودة

لا يستطيع لها العدو ورودا

فت الورى وجمعت أشتات العلا

وحويت مجداً لا ينال وجودا

فإذا هلكت فلا تحمل فارس

سيفا ولا حمل النساء وليدا

يذكر في صفات الصَّمِيل بن حاتم:

كان أبياً للضيم، محامياً عن العشيرة، وكان صاحب أمره ولاه الأندلس قبل الأمويين، لهم الأسماء، وله معنى الإمرة، وكان مظفر الحروب، سديد الرأي، شهير الموقف، عظيم الصبر. وأوقع باليمانية وقايع كثيرة، منها وقيعة شقندة، ولم يكن بالأندلس مثلها، أثخن فيها القتل باليمانية.

شارك (الصميل بن حاتم) في بعث كلثوم بن عياض القشيري من ضمن جند قنسرين،الذي بعثه الخليفة هشام بن عبد الملك إلى إفريقية.

ولما انهزمت تلك الحملة أمام البربر، فر في صحبة بلج بن بشر القشيري إلى الأندلس. ثم أصبح بعد فترة زعيمًا لقبائل مضر في الأندلس.

العصبية القبلية بين القيسية واليمنية:

خرج عبد الملك بن قَطَن مظفَّرًا بعد أن أنهى ثورة الأمازيغ (البربر) في الأندلس، ولكنه لم يطمئن على سلطانه ما دام "بَلْج بن بشر" وجنوده الشاميون في الأندلس، وكانت هواجس ابن قَطَن في محلِّها، فعندما عرض على بَلْج الجلاء من الأندلس، طبقًا لما اتفقا عليه قبل دخول بَلْج الأندلس، رفض بَلْج بن بشر وجنوده الشاميون أن يعودوا مرَّة أخرى إلى المغرب بعدما أنقذوا الأندلس وابن قَطَن، وقال بَلْج بأنه ولي الأندلس بعهد من عمِّه كلثوم بن عياض، الذي ولاَّه الخليفة أمر المغرب، وأيَّده في هذا ثعلبة بن سلامة، وتنادوا بخلع ابن قطن وتولية بلج، فانحازت إليهم العرب اليمانية في الأندلس، وهجموا على ابن قَطَن -الذي كان قد قارب التسعين من العمر- في قصره بقُرْطُبَة، واعتقلوه ثم صلبوه، وذلك في ذي القعدة( 123هـ= سبتمبر 741م)

تجديد الصراع بين القيسية واليمنية:

كان لمقتل عبد الملك بن قَطَن ردُّ فعل مؤلم ومؤثِّر، ألهب مشاعر الحقد والضغينة، وجدَّد الصراع بين (القيسية واليمنية)؛ فقد توجَّهت جموع المتحالفين مع قَطَن وأمية ابنا عبد الملك بن قَطَن نحو قُرْطُبَة، ودارت بينهم وبين الشاميين معركة ضارية عند أقوة برطورة في شوال (124هـ=742م)، قاتل فيها الشاميون قتالَ مَنْ يطلب الموت دون الحياة؛ فهي معركة مصيرية بالنسبة لهم، فهم إمَّا أن يكونوا بعدها أو ألاَّ يكونوا؛ لذلك كان النصر حليفهم، وفيها أُصيب بَلْج بن بشر بسهم، تسبَّب في موته بعدئذٍ، واختار الشاميون بعده ثعلبة بن سلامة العَامِلِيّ أميرًا عليهم.

في هذه الأثناء تجمَّعت جموع المتحالفين مرَّة أخرى ناحية قُرْطُبَة للقضاء على الشاميين، فخرج لهم ثعلبة بن سلامة وجنده إلاَّ أنه هُزم هزيمة منكرة، وانسحب إلى مَارِدَة وتحصن بها، وصادف ذلك عيد الأضحى

10 ذي الحجة 124هـ)، فأحكموا الحصار على الشاميين، واطمأنُّوا إلى النصر وغرَّهم ما هم فيه من القوة، وشعر ثعلبة بذلك؛ فأرسل إلى عامله على قُرْطُبَة يستنجده ويطلب منه المساعدة العسكرية، فوصلت المساعدة من قُرْطُبَة في صبيحة عيد الأضحى، واستغلَّ" ثعلبة "انشغال المحاصرين عنه باحتفالاتهم، فباغتهم بالهجوم، وكانت مقتلة عظيمة، دفع فيها المتحالفون عليه الثمن باهظًا، ولم يتورَّع الشاميون عن القتل، ولا عن استرقاق أسراهم من الرجال والنساء والأطفال، البالغ عددهم عشرة آلاف أو يزيد.

وقد حملهم (ثعلبة) إلى قُرْطُبَة، وهو يُريد أن يقتلهم جميعًا، إلاَّ أن "حنظلة بن صفوان" -والي إفريقية للخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك- بعث أبا الخطَّار حسام بن ضرار الكلبي لإنقاذ الموقف في الأندلس، بعد أن كادت العصبية القبلية تعصف به، وذلك في رجب سنة (125هـ=743م)، وقد رضي البلديون والشاميون به.

وصول أبو الخطار حسام بن ضرار:

وصل (أبو الخطَّار) على رأس الطالعة الثانية من الشاميين للأندلس بعد طالعة بَلْج بن بشر الأولى، فأظهر العدل والإنصاف، وأطلق سراح الأسرى والسبي،وتوحَّدت كلمة المسلمين في الأندلس، وأنزل أهل الشام في الكُوَرِ، ومن هنا عاد الاستقرار والهدوء النسبي إلى الأندلس حينًا.

تجديد الصراع بين اليمنية والقيسية:

ولكن يبدو أن داء العصبية والقبلية كان متجذِّرًا في النفوس آنذاك، فما هي إلاَّ أيام حتى غلبت النزعة القبلية (على أبي الخطَّار) وهو يمني متعصب، ووصلت به عصبيته إلى أن تحاكم إليه يمني وقيسي، وكان القيسي أبلغ حُجة من اليمني، ولكن غلبت عليه عصبيته فحكم لليمني، فما كان للقيسي إلاَّ أنه ذهب إلى زعيم قومه القيسية وهو (الصَّمِيل بن حاتم)؛ ليطلب حقَّه المسلوب

فذهب الصَّمِيل إلى أبي الخطَّار، فأهان أبو الخطَّار الصَّمِيلَ، وضربه حتى اعوجَّت عمامته، فقال له بعض الحجَّاب وهو خارج من القصر: أقم عمامتك يا أبا الجَوْشَن. فقال: إن كان لي قوم فسيُقِيمُونها.

ذكر أهل الأخبار في ذلك :

Comments


  • Blogger Social Icon
  • Facebook Social Icon
  • Twitter
  • Instagram
  • Pinterest Social Icon
  • YouTube

© 2019 by Tarikh Islam  Website.

bottom of page